السبت، 12 مارس 2016

قطعةُ ألماسٍ تُريدُ أن تكون فحمًا

 
كان لدي اجتماع في تمام الساعة العاشرة في مبنى آخر لجامعة أم القرى يبعد ٢٠ دقيقة بالسيارة عن المبنى الذي أدرس فيه،
وبعرف جامعات المملكة لا يسمح للطالبة بالخروج قبل الساعة العاشرة إلا مع ولي أمرها، اثناء محاولاتي المستميتة لتحقيق ذلك سألتني زميلة:" ايش حتسوي؟حيجي بابتك ياخدك؟" فأجبت بعفوية سريعة: "لا بابا ما يقدر يسوق سيارة اصلًا". 
بنهاية جملتي أدركت أني اعيش حياةً غير طبيعية، تختلطُ فيها الادوار لتُشّكِل ترتيبًا مختلفًا. 
أدركت حينها أني دائمًا أحظى بنصف شيءٍ من كل شي، فلا كمال يسكن إحدى جوانب حياتي. 
أدرسُ تخصصًا أحبه في جامعةٍ لا أحبها، وجدت أعظم صداقةٍ قد أحصلُ عليها يومًا لكن تحجزنا المسافات، والعديدَ من القصص والامثلة التي تجعلُ حياتي استثنائية والتي تجعلني أحيا بطريقةٍ غير طبيعية. 
لكن! 
بعد تفكير مطول أدركت أن استثنائية حياتي عدوى انتقلت لأفكاري وشخصيتي وتصرفاتي، وأن النقص يصنع أقرب نسخةٍ للكمال. 
كنت أعلم أيضًا أن لا شي يحدث بمحض الصدفة، كل حدثٍ بطريقةٍ او بأخرى يرتبط جذريًا بما قبله،
وكنت أعلم أن الله لا يمكن أن يبعثرني دون أن يخطط لإعادة صنعي.
سمعت يومًا مقولة لستيڤ جوپز في خطابه بجامعة ستانفورد: "you can't connect the dots looking forward; you can only connect them looking backward " ، ما زلت الان في المرحلة التي لا أستطيع أن أصل فيها النقاط كاملةً لكني أكملت جزءًا من الرسمة.
كنت وما زلت أطلب من الله دائمًا أن يجعلني استثناءً في كل حدث وأن يجمع في شخصي ما أستنكر الناس اقترابه، فكيف أرفض الآن ما طلبته من اللهِ دومًا؟ 
إن صناعة شخصٍ مختلف قادر على إحداث تغيير في العالم، تتطلب أن يعيش هو الاختلاف قبل أن يصنعه. 
الألماس والفحم يشتركان في نفس الأصل 
فكلاهما يتكون من مادة الكربون لكن يختلفان في شكلهما الهندسي. 
إن الاختلاف الهندسي لهما كان خارجًا عن ارادتهما لكن البشر مخيرين في تشكيل هندستهم الداخلية لتعكس صورتهم الخارجية، وهذا يجيب على تساؤلاتنا حول الاختلاف بين شخصين يتعرضان لظروف متشابهة لكن تختلف ردات فعلهم. 
الظروف اللازمة لعملية تحول الكربون إلى ألماس تتألف من ثلاثة عناصر:
١- الضغط.
٢- الحرارة.
٣- الزمن.
والعلاقة بينهم عكسية، فكلما زادا الحرارة والضغط قلت المدة الزمنية اللازمة لتحول الكربون إلى ألماس.
إن الله يعرضنا للضغط والحرارة ليُسَّرِّع من عملية التحول وبقدر رغبتك في حدوث التحول زادا الضغط والحرارة أو قلا، وبقدر استجابتك لتلك الرغبة أعدت تشكيل هندستك الداخلية. 
لم أصبح قطعة ألماسٍ بعد لكني أرفضُ أن أرفضَ عملية التحول مهما اشتدت قسوتها، وأرفضُ أن أُجْرَ إلى رغبةٍ في عيش حياةٍ طبيعية، وبرفضي هذا نجوت من كوني قطعة ألماسٍ تريد أن تكون فحمًا. فهل ستنجو أنت؟ 

هناك 3 تعليقات:

  1. أنتِ استثنائية و في طريقك لتكوني عظيمة ولا استثناء و عظمة يأتون من دون عناء وشقاء و لكن واثقة بأنك قادرة على تجاوز العقبات وفي المقابل واثقة بأنك ستنضمين لموسوعة الملهم العظيم ❤️

    ردحذف
  2. في عيني أنتِ الصغيرة بعمرك العظيمة جدًا بفكرك وعطائك وبكل ماتقدميه لنفسك ومن حولك .

    أنتِ قطعة الماس سيشع بريقها يومًا ما وستصلين للمكان الذي تستحقين

    فقط واصلي . ❤️

    ردحذف
  3. 😘❤️👍عجزت عن الرد ارتقاء انت فعلا ارتقاء اسم على مسمى (( ام جمانه))

    ردحذف