الاثنين، 29 يونيو 2015

عصاية التوازن


من المواضيع المزعجة بالنسبالي 
واللي صداه انتشر مؤخرًا 
موضوع التفاؤل والتشاؤم 
السلبية والايجابية 
قررت أأجل كلامي عنو لين ما أوصل لقناعة ترضيني 
بدايةً : ابغا أوضح الفرق بين التشاؤم والسلبية 
والايجابية والتفاؤل 
التشاؤم والتفاؤل مرتبطين بتوقعات مستقبلية 
حاجة لسا بتسير فإنت قاعد تحطلها احتمالات 
عشان كدا في كل الحالات التشاؤم مرفوض 
وتوقع الشر مهما كان سبب هذا التوقع لا يقبله دين او منطق 
و في فرق بين توقع الشر وبين تقبل احتمالية حدوث مكروه باطنه خير 
السلبية والايجابية نطاقها أوسع 
يشمل التفاؤل والتشاؤم 
لكن يمتد ويوصل لواقع بيسير الآن 
بمعنى إن حصل لك موقف وانتهى 
تقدر تخلي ردة فعلك وأفكارك عنه سلبية او ايجابية .

من أكثر الأحاديث المستدل بها في هذا النطاق 
الحديث القدسي :(( أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيرًا فله ، وإن ظن شرًا فله )) 
لكن اللي مزعجني من موضوع التفاؤل والإيجابية ودعاة الإيجابية المنتشرين مؤخرًا 
واستدلالهم بالنصوص الدينية 
انو ايجابيتهم مبالغ فيها 
الحديث القدسي مهما اختلفت صيغتو يتعلق بحسن ظنك بالله او العكس 
بالنسبالي الموضوع دا ببساطة معناه انو في حال سار شي كرهتو نفسي 
اكون مقتنعة ومؤمنة بيقين شديد ان ما كتبه الله لي خير 
وانو في حكمة مخبأة 
واختيار الله لي خير من اختياري لنفسي . 
لاحظت دايمًا يكون فيه ارتباط بالخير والشر في الاحاديث والايات  
لكن مشكلتنا فهمنا القاصر للخير 
واللي يرتبط يا اما بشي اتمنيناه واستبعدنا احتمالية كونه شر أو يرتبط بأشياء تسعدنا 
رغم انو ممكن يكون في عمق اكتر شي كرهنا انو يسير ! 
السبب اللي خلاني اكتب التدوينة دي 
اننا لو ربينا الاجيال القادمة على مفهوم الايجابية المنتشر وقوانين الجذب وثقافة تحقق الاماني والاحلام بحذافيرها زي ما اتخيلناها موضوع مضر بيهم 
فبمجرد تخيلهم ورغبتهم الشديدة في موضوع وما اتحقق 
حيفقدوا ايمانهم بالله وحيفقدوا ايمانهم بالايجابية الحقيقية 
الحقيقة انو الاشياء السيئة بتسير 
عجبنا او ما عجبنا 
كنا نبغا او لا 
هادي سنة الحياة والله بيحط المصايب في حياتنا لحكمة 
لازم نتعلم نخفض سقف توقعاتنا بدون ما نوصل للتشاؤم 
في حاجات في بدايتها لازم نشوفها بنظرة سلبية 
لين ما نمتص الصدمة تمامًا 
ونحزن ونعطي الحزن حقه 
بعدين نبدأ نطلع ايجابيات الموضوع 
مو ضروري كل سيء في حياتنا احنا اجتذبناه اليها 
اطفال الصومال ما جذبوا المجاعة 
واطفال فلسطين وسوريا والعراق ما جذبوا الحروب 
أي شخص عادي ما اجتذب موت امه وابوه 
الحياة مش عادلة ولازم نتقبل الموضوع دا 
مو ضروري كل شخص سعيد واحلامه اتحققت وما زالت تتحقق انو يستاهل !
احيانًا الموضوع باختصار ان الشخص اتولد في المكان الصح والوقت الصح . 
كلامي مو دعوة للسلبية 
لكنه دعوة للوسطية 
في حكمة مؤمنة بيها تقول : لا تكن قاسيًا فتكسر ولا لينًا فتعصر 
لا تكون الشخص الايجابي ( بزيادة ) ولا تكون الشخص السلبي 
تقبل وتصالح مع فكرة وواقعية حدوث الاشياء السيئة لكن تأكد من كونها خيرًا لك 
ربنا بيقول :(( وعسى أن تكرهوا شيئًا وهو خيرٌ لكم ))
 خليك متفائل ومتوقع انو بكرا حيكون احسن 
لا تحدد الكيفية وسيبها على الله .   
تذكر أن جمال الحياة يكمن في أنها غير متوقعة . 
خلاصة كلامي عشان ما اضيعكم 
١- التوقعات سبب من اسباب تعاستنا 
سواء توقعنا لامر يسعدنا او يحزنا لان تحقق التوقع السعيد يفسد جمال اللحظة وتحقق التوقع الحزين يطيل فترة الحزن. 
٢- انا اكبر مشجعة للتخطيط ووضع الاهداف والطموح ، كلامي مايختص بالسعي ورا حلمك وهدفك     
السعي اساسي لحصول الرزق .
لا تخلي حياتك فوضى وحايسة لكن اترك مجال لمفاجات الحياة .
٣- كلامي يتعلق بالمواضيع اللي تخرج من يدنا ، ليها علاقة بأقدار الله زي الموت والمرض 
و الفروقات الفردية بينك وبين اشخاص اخرين ، وليها علاقة بفشل تجربة سعيت بكل قوتك لنجاحها . 
٤- الحلطمة مهمة، صعب نوقفها لأنها سبب أساسي في صمودنا لكن نقدر نخفف من حدتها.  
٥- الايجابية تتلخص في ايمانك بخيرة ما كتبه الله لك والتفاؤل يتلخص في ايمانك بأن بكرا احسن لكن بدون كيف . 
واخيرًا امسكوا العصاية من النص 
التوازن بين الايجابية والسلبية مهم عشان لا تنكسر عصايتك اللي بتكي عليها 
ف يا تطيح عشان سلبيتك 
او تطيح بسببك ايجابيتك الزايدة اللي منعتك من تقبل فكرة حدوث السيء.

كيف تمسك العصاية من النص لو كنت غارق في سلبيتك ؟ 
حأحكيلكم قصتي وكيف بدأت احل الموضوع دا 
ودا أهم جزء في التدوينة ، اني اعطيكم الحل 
القصة ومافيها اني مررت بفترة زمنية كانت من اصعب اوقات حياتي 
الفترة اللي كتبت فيها تدوينة القوة 
هديك الفترة كان فعلًا كل شي سيء ويستاهل اني اتحلطم عليه 
لكن المزعج في الموضوع انو بعد انتهاء الفترة دي 
عقلي اتعود على الحلطمة ، سار يرفض الاحتفاظ بمشاعره السلبية لنفسه وسار يشوف معظم الاشياء سلبية 
فترتها كنت متناقضة جدًا ; كنت موقنة بخيرة ما كتبه الله لي وكنت شديدة الرضا بس كنت متضجرة ،
متضجرة بمعنى اني ازّعل نفسي كتير 
كنت اشوف الجزء المظلم من معظم الاشياء لين ما قررت احط حد للموضوع دا وقررت اوقف حلطمة 
الصدمة انو الموضوع ازداد سوءًا 
ورجعت مرا تانية اتحلطم كتير  
لين يوم من الايام الرمضانية الجميلة 
كنت اتفرج على برنامج الايمان والعصر 
كان يتكلم عن موضوع اخلاق الانطلاق 
وكتب ١٠ اخلاق 
قررنا انا وسهام انو كل شهر نختار خُلق ونعد خطة ونلتزم بيها 
ولأننا كنا في فترة حرجة متعلقة بموضوع الجامعات والدراسة 
اخترنا الامل 
وعشان نقّوي الامل جوتنا لازم نخفف سلبية 
اتوصلنا لعدة بنود بسيطة 
١- الحلطمة ممنوعة ٦ ايام في الاسبوع .
٢- يسمح بالحلطمة يوم السبت فقط . 
٣-  يوم الجمعة اجباري تتكلمي عن حاجات كويسة في حياتك وانتي ممتنة ليها .
٤- اذا خالفتي الشرط الاول تعاقبي بأنك تقولي ٥ حاجات حلوة عن الشي اللي اتحلطمتي عنو، مثال : 
اختبار طويل ووقت ضيق 
الايجابيات : 
مهاراتي حتتطور ، مذاكرتي اصلًا الغرض منها تخزين المعلومات اللي حاحتاجها مستقبلًا ، حاخد اجر طلب العلم ، تجاوز التحدي معناه اني عندي قدرات كامنة ما اعرفها وما اطلقتها ، ذكرى ايجابية لمدى قوتي .
 وبكدا خلصت التدوينة دي 
انتا هنا قدام ٣ خيارات 
١- خيار الاغلبية انك تعمل سكيب للمدونة بكل بساطة. 
٢- تكون جزء من التجربة دي ولو حابب ممكن تكتبلي تعليق تحت . 
٣- تستنى الجزء التاني من تدوينتي اللي حاكتب فيه نتايج تجربتي . 
واتذكر في النهاية هادي مجرد فلسفة من مراهقة عمرها ١٨ سنة 
مرت بتجارب اكتر من انك تتخيلها 
تتدرج بين التعاسة والفرح المطلق 
ووصلت للنتيجة دي ونتيجتها تحتمل الصواب والخطأ . 
دمتم بخير . 

هناك تعليق واحد:

  1. كلامك جميل وكان مصدر الهام ليا استمري في نجاحاتك وكوني انتِ

    ردحذف